التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هذيان بطل




منتصف الليل .. صوت خطوات واثقة يتردد صداه على سطح ناطحة سحاب .. يختلط بصوت دقات الساعة العملاقة المثبته أعلاها والمطلة على المدينة ..
يستقر البطل واقفا بثبات على قمة الساعة .. تشتد الرياح وتتطاير عباءته .. الثانية عشر .. تدق الساعة .. يقفز البطل ..يدوي الهدير .. يهبط بعنف فتهتز المدينة بأكملها ..
عندها كان اللصوص والقتلة وكل انواع المجرمين يتجمدون في أماكنهم ثم ينقض البطل كالصاعقة ليحصدهم ويعيد الامان للمدينة ..

ورغم ان القصة عن البطل المزعوم رواها أحد المشردين ولم تذكر في اي سجلات الا انها استمرت بالانتشار لعقود طويلة ..



.






عبر الشاشات وفي كل مكان كان يتم بث مشهد لحريق عنيف يلتهم مبنى ضخم مكون من طابقين يقع على اطراف المدينة ..ومذيعة بلون بشرة بنفسجي كانت تعلق بغضب واستنكار وقلق ورعب واستياء ..

ثم بسبب لون بشرتها فمحتمل انها مذيعة فضائية والحريق في كوكب اخر بعيد عن الارض ..
ثم لحتى اختصر هي كانت تحاول تعبر خلف الشريط الاصفر لتنقل صورة اوضح لما يحدث , لكن رجال الامن منعوها لان المكان خطر ولان المبنى يخص جهة سرية ما تابعة للجيش
ثم هي ظلت تعترض لانها مواطنة جيدة وتدفع ضرائب ومن حق من يدفعها يقترب من المباني التي تحترق ولا يمنعه احد ....... ووو الخ ....





.







في الصباح يستيقظ رجل ببشرة بنفسجية يضع يده على بطنه ويتلوى من الألم ..
في العادة كان ليبدو مجرد رجل مصاب ببعض البرد لكن الرجل رغم الامه كانت ابتسامة فخورة ترتسم على وجهه ..
هو تقريبا بحسب ذكرياته كان للتو عاد من مهمة انقاذ خارج الكوكب
وبعد نجح في مهمته التي لا يتذكر تفاصيلها بشكل جيد انفجرت سفينته فور وصوله لكوكبه
ثم لانه بطل نجى من الانفجار الذي يتذكره بشكل جيد اكثر من اللازم .. ثم هو مقتنع ان آلام بطنه سببها الحريق داخل سفينة الفضاء ..
عموما حياته يمكن تلخيصها في انه بطل خارق يحمي مدينته ثم اشتهر لحتى اصبح يحمي الكوكب كله ثم اصبحت الكواكب الاخرى تطلب مساعدته ..

ثم لأنه ببشرة بنفسجية هو الاخر فمحتمل ان احداث القصة كلها تدور في كوكب اصحاب البشرة البنفسجية هذا ..
ثم لاني مجرد راوية لقصة وصلتني بطرق سرية معقدة فالمفترض من يقرأ لا يعتمد على استنتاجاتي ويحاول يفهم الاحداث اكثر بمفرده ..


على أي حال هو الان مثل اي بطل في الصباح لابد ان يتأقلم مع دوره كرجل عادي امام العامة ..
بدل ملابسه وخرج متوجها لعمله .. صوت ارتطام عنيف .. شعر بان الشارع كله يهتز .. حلقت الطيور مبتعدة وركض قط صغير مختبئا اسفل سيارة ..
احس البطل بشيء مخيف يحدث لكنه تمالك نفسه لحتى يتقن دوره كرجل عادي ثم اكمل سيره ..

لا شيء في العالم اجمل من السير , هكذا شعر ونسمات باردة تضرب وجهه برفق بينما قطرات رقيقة من المطر تتساقط على الطريق ..
تصطدم ببركة ماء صغيرة .. طفل على دراجته يفقد توازنه ويسقط امام امرأة عجوز جالسة تنتظر احدهم .. تنهض وتحاول مساعدته ..
طفل اخر يركض وتتبعه طفلة اخرى تصرخ به ليعيد لها الشيء الذي اخذه منها ..
أم تجر عربة طفلها تنحرف العربة بعد احتكت بشق على الطريق .. يبدأ الطفل في الصراخ وتحاول هي تهدئته ..

يكمل البطل سيره .. يمر بمبنى احمر اللون بشكل يتعارض مع كل المباني البيضاء من حوله .. مبنى غريب على الاغلب مهجور ..
كان يشعر انه يوما ما سيقتحمه ويكتشف علماء مخابيل بداخله يطورون اشياء مخبولة على وشك تدمر العالم
ثم في الاخير سيحرق كل شيء ويدمر المبنى لينقذ العالم . .


توقف عن التفكير بعد وصل لمقر عمله ..
عموما لاختصر عمله الذي يستمر لحتى الغروب كان شيء مثل ترتيب اوراق لا يعرف من اين تأتي
ثم يختمها ويضعها في ملفات ليأتي من يأخذها ولا يعرف اين يذهب بها ..
ثم بعد عمليات تبادل الاوراق اللانهائية عند الغروب انتهى دوامه ..

يسير البطل عائدا الى بيته .. ينعطف لأحد المطاعم .. ينتهي من الاكل ويكمل سيره بعدما غربت الشمس ..
امرأة تصرخ لأن لصا سرق حقيبتها وركض بعيدا .. لا اراديا انطلق البطل خلفه .. ثواني وتوقف البطل وهو يلهث بشدة ..
ارتجف هلعا بعد بدأ يشعر بشيء ما غير طبيعي في جسده .. في العادة يتذكر انه بخطوة واحدة كان يمكنه يمسك باللص ..
ثم اخذ يقنع نفسه ان الحريق هو السبب ويحتاج فقط لبعض الراحة ويعود جسده كالسابق ..
وصل اخيرا للبيت .. فعل الاشياء التي يفعلها اي شخص يقيم بمفرده وانا لسوء الحظ لم اجرب اقيم لوحدي من قبل لحتى اصفها .. المهم انه اخيرا نام وانتهى يومه ..







.








في احد الاوراق تقرير طويل اشعر بالملل لو انقله ولأن لا اكره تضييع وقت من يقرأ بختصر انه عن اختفاء عالم مخبول كان يعمل في المنشأة التابعة للجيش , وبعد الحريق لم يُعثر عليه ولا على جثته والتقرير يتكلم في اغلبه عن احتمالية ان العالم المجنون جاسوس يعمل لحساب كوكب معادي
ونهايته يروي سيرة ذاتية للعالم لا احتاج اكتب عنها لان كلها اسماء فضائية معقدة عن اسم عائلته ومدرسته وجامعته وزوجته وووو .... الخ ..






.








نوبات الألم رعب مستحيل على الناس العادية تفهمه ..
عندما لا تدري متى تبدأ النوبة التالية .. كم من الوقت ستتحمل حتى تتخلى عن كبريائك وتتوسل طلبا للمساعدة التي غالبا لا تأتي ..

كانت الفتاة البنفسجية مع تجاربها المذهلة للمستشفيات حول العالم قد تعلمت الدرس بقسوة ..
لا يمكنها ان تهزم الالم .. مهما تحاملت على نفسها .. مهما حاولت ان تحتفظ بكبريائها ..
في الاخير ستضعف ..ستتوسل لأي كان ليساعدها رغم يقينها بأن لا احد بامكانه يخفف عنها ..

ومؤخرا ادركت انه لا جدوى وان مصيرها لن يتغير مهما تمسكت بالامل ..
فليحدث ما يحدث فلم تعد تخشى الموت ..

في السابق كانت لا تدري سر تلك الدموع الساخنة التي تبلل خديها بعدما تنتهي نوبة الألم ..
مع الوقت ادركت انها دموع كبريائها المحطم .. دموع تتوسل للألم .. ترجوه ببؤس ..
ارجوك ايها الالم لا تأتيني امام الشخص الوحيد في الكون الذي لن اتحمل الحياة للحظة لو نظر نحوي بشفقة ..

عموما ماتت الفتاة البنفسجية بعد أيام قليلة , لكن قبل موتها محتمل انها تسببت بكارثة فكنت مضطرة اصف حالتها في ايامها الاخيرة قبل اروي ما حدث ..






.







في الصباح التالي استيقظ البطل ..
كان يشعر بألم شديد في بطنه .. في العادة كان ليبدو مجرد شخص مصاب بالبرد لكن الرجل رغم الامه كانت .........

هو احاول لا اكون مملة لكن ما حدث معه في الصباح السابق سيظل يتكرر لاربعة عشر يوما بنفس التفاصيل ..
يخرج من البيت .. صوت الارتطام .. الطيور تبتعد .. القط يختبئ .. الطفل يسقط من على دراجته ..
العجوز .. الطفلان .. الأم وطفلها .. المبنى الاحمر الغريب .. العمل .. المطعم ... لص الحقيبة .... ووووو الخ ...

المدهش ان المشهد امامه في الصباح ممتلئ بالتفاصيل التي تتكرر يوميا ثم هو احتاج لعشرة أيام لحتى انتبه ان شيء غريب يحدث ..

 
عموما لنتركه يستمتع بتلك الايام الهادئة لأن كوكب اصحاب البشرة البنفسجية كان يعيش لحظاته الاخيرة قبل الكارثة ..







.







يروي احد المشردين انه اثناء تجفيف غسيله على سطح احدى ناطحات السحاب
وبينما ينتظرها تجف ويشرب الشاي فوجئ بسفينة عملاقة تغطي الافق وملايين من رجال ببشرة زرقاء يهبطون من السماء بمظلات ....

ولو اختصر وصف المتشرد .... تعرض كوكب اصحاب البشرة البنفسجية لغزو من اصحاب البشرة الزرقاء
وخلال ساعات استسلم الكوكب ثم بعد ايام كان الكوكب قد تحول لمصيف يزوره اصحاب البشرة الزرقاء للترفيه عن انفسهم ..
ثم نُظمت العلاقة بين البنفسجي والازرق بطريقة ملخصها مصلحة الازرق مقدمة على مصلحة البنفسجي
وطاعة اوامر اي ازرق واجبة على اي بنفسجي باستثناء هذا يسمح لاصحاب البشرة البنفسجية إكمال حياتهم كما اعتادوا ..

ثم بعد اسبوع تشكل اتحاد انقاذ الكوكب البنفسجي وقرروا طرد الغزاة الزرق في عملية تحت اسم القمر المكتمل حددوا موعدها ليلة اكتمال القمر ..



ورغم ان السجلات لم تذكر شيئا عن اتحاد انقاذ البنفسجيين هذا
إلا ان سكان الكوكب البنفسجي الى يومنا هذا يحتفلون بذكرى تأسيس الاتحاد ..







.







الغريب وانا ابحث بين الاوراق ومن بين السجلات القليلة التي دونت في تلك الفترة , لفت نظري حادثة غريبة عن كويكب ضخم اصطدم بالغلاف الجوي للكوكب البنفسجي .... ثم تناثرت ملايين من اجزاءه على مسافات شاسعة في كل انحاء الكوكب مسببة كارثة عظيمة امتد اثرها لمئات السنين ...





.







بعدما انتبه البطل اخيرا انه عالق في يوم مستمر يتكرر بلا نهاية كلما استيقظ من نومه بدأ يفكر في حل يعيده لحياته العادية ..
كالعادة لأحتصر محاولاته هو بدأ اولا يجري حوارات مع الناس حوله لحتى تأكد انهم عاديين ..
بعدها قرر عدم النوم ففوجئ ان الصباح التالي بتفاصيل مختلفة لكن حين استسلم للنوم استيقظ في ذات الصباح لتتكرر نفس التفاصيل ..
جرب يسافر لمدينة اخرى ثم حين غلبه النعاس استيقظ مجددا في بيته ليبدا التكرار من جديد ..

اخيرا قرر فعل الشيء الواضح جدا من البداية ويقتحم المبنى الاحمر الغريب والمختلف عن كل المباني حوله ..
عموما بما انه بطل معوق او يعاني ازمة مؤقتة لا داعي لاروي كيف كان صعبا عليه يتسلق الاسوار ويدور حول المبنى ويبحث عن باب او نافذة تصلح للكسر ليدخل عبرها ..


في الاخير اقتحم المبنى وحين تأمل المكان بالداخل بدا وكأن ذكرى رهيبة قد عبرت امام عقله ..
يتذكر الالم .. يتذكر الصوت الهادئ العميق : أنت بطل ..

يركض .. يصعد الدرج يتعرقل ثم ينهض ويكمل ركضه يتوجه الى الغرفة الوحيدة في الاعلى ..
يدفع الباب بعنف .. وفي الداخل صعقه المشهد وتجمد في مكانه ..

لو أحاول اصف المشهد الذي صعقه .. غرفة مظلمة وظل لرجل يقف بجوار فتاة على كرسي متحرك ..
يلتمع ضوء البرق عبر الزجاج ثم للحظات تتضح ملامحهم ..
عجوز بنظرة شيطانية مرعبة وأعلى رأسه قبعة غريبة على شكل جمجمة ..
وعلى الكرسي فتاة بشعر كثيف يمتد ليصل الى الارض ..






.







من بين الاوراق عثرت على شهادة واحدة من اصدقاء الفتاة البنفسجية
تروي فيها تفاصيل زيارتها الاخيرة لها في المشفى قبل وفاتها بساعات قليلة ..

ملخص الرواية انها لم تشعر انها نفس الفتاة التي كانت تعرفها ..
صوتها .. نظراتها المخيفة .. ابتسامتها الساخرة من لا شيء .. شعرها الذي استطال اكثر من اللازم ..
ثم الاضواء التي كانت تنطفئ وتشتعل من تلقاء نفسها .. وفي الاخير تؤكد انها رأت النافذة في الغرفة يتحرك مزلاجها وتنفتح لوحدها ..

بعدها ذكرت انها لم تتحمل هذا الجنون وغادرت بسرعة من دون تودعها وصوت ضحكة مخيفة يتردد في اذنها ..





.








في رواية لم تؤكدها أي سجلات رسمية , يدعي احد المشردين بأنه التقى مع العالم الهارب منذ حادثة احتراق المنشأة التابعة للجيش ..
ولاني مصممه اختصر كل شيء بلخص روايته التي مفادها ان العالم كان يعرف انهم لن يتركوه وسيتخلصون منه
وكان يردد ليس من مصلحة احد تركه على قيد الحياة وان نهايته اقتربت ..

وبعد استمر يرثي نفسه , بدأ يثرثر بحماسة عن تجربته الناجحة التي استطاع فيها ان يحقق تجربة غسيل دماغ حقيقية تستمر للأبد , مكنته من استبدال ذكريات رجل عادي بذكريات رجل خارق
ويصف كيف استمرت التجربة لعام كامل كان يضع الرجل تحت تأثير عقاقير وعمليات تنويم مغناطيسي جعلته في حالة بين الوعي واللاوعي لمدة سنة ,
زرع خلالها ذكريات بطل خارق وصنع له احداثا لبطولات كاملة بكل تفاصيلها ..

ومشروع التجرية في الاساس كان الغرض منه البحث في امكانية تغيير قناعات البشر بشكل اجباري
بعدها كان من المفترض ان يتم اختطاف عينات من سكان الكواكب الاخرى المعادية وتحويلهم لجواسيس
بعد زراعة ذكريات وهمية تقنعهم بانتمائهم للكوكب البنفسجي ..


عموما يكمل العالم المخبول ان كل شيء كان يسير على ما يرام
الى ان تسبب عالم اخر اشتهر بلقب عالم الجمجمة بسبب قبعة الجمجمة التي يضعها على رأسه بافساد كل شيء ..
كان مخبولا اقنع المسئولين باختطاف فتاة مريضة واصر على انها الوحيدة على الكوكب التي تصلح لتجربته ..
لم يفهم احد كيف استطاع اقناع المسئولين بطلبه ولا كيف اقنعهم بتخصيص نصف ميزانية المنشأة لأجل بحثه ولا نوعية التجارب التي يجريها على الفتاة ..

بعدها يحكي العالم كيف قرر الجيش فجأة دون سابق انذار تدمير المنشأة بمن فيها واعتبار كل العاملين بها اعداء للكوكب يجب التخلص منهم ..
ثم اثناء هروب العالم اكتشف ان الجيش كان قد جن جنونه بعد عرض المسئولون في المنشأة عليه النتائج لتجارب عالم الجمجمة
للدرجة التي قرر فيها انهاء كل شيء الى الابد بعد اعتبروا تجاربه تهدد الحياة على الكوكب كله ..






.







كان البطل الان قد خرج من حلقة اليوم المفرغة التي استمر عالقا بها ..
كيف خرج ؟ محتمل حدث شيء بينه وبين عالم الجمجمة في المشهد الأخير لاقتحامه المبنى الأحمر
ثم لسوء الحظ لم يدونه احد ..

عموما هو خرج ليتفاجئ بشعب البشرة الزرقاء وقد سيطر على كوكبه ..
ظل يلوم نفسه معتقدا ان اختفاءة وتركه للكوكب بلا حماية قد تسبب في تلك الكارثة
لكنه هنا اخيرا وقد اختار ليلة اكتمال القمر بالذات ليبدأ عملية دحر الغزاة ..







.







منتصف الليل .. القمر المكتمل يتوهج من خلف الغيوم ..
صوت خطوات البطل المتعرقلة يتردد صداه على سطح ناطحة سحاب .. يختلط بصوت دقات الساعة العملاقة المثبته أعلاها والمطلة على المدينة ..

بالكاد يستقر البطل على قمة الساعة ويتشبث بها .. تشتد الرياح يصر على اسنانه ويحاول بصعوبة موازنة نفسه ..
الثانية عشر .. ترتجف قدمه .. تدق الساعة .. يستعيد ذكرياته وقتما كان يققز فتهتز المدينة بأكملها ويتجمد اللصوص من الخوف ..
رياح عنيفة تصدمه فتخرجه من ذكرياته .. يتردد البطل ..
يشعر بالدوار كأنه لم يعتد قط على المرتفعات .. تعاود الرياح الهبوب .. تنزلق قدمه ..
يفشل في كتم صرخته .. ثم وبعنف يسقط الى الاسفل ..






.








في رواية شائعة لدى سكان الأزقة ان يوم تحرير الكوكب البنفسجي كادت عملية القمر المكتمل التي نفذها اتحاد البنفسجيين تفشل
والسبب ان موكب قيادات الكوكب الازرق غير طريقه مصادفة ليتفادى الفخ الذي نصبه البنفسجيون ..
وبعد قرر اتحاد انقاذ الكوكب تأجيل العملية حدثت جلبة عنيفة وانتشر خبر مقتل قائد جيوش الكوكب الازرق
مما اعطى اتحاد انقاذ البنفسجيين زمام المبادرة وبدأوا هجومهم المعاكس الذي انتهى بانقاذ كوكبهم وطرد الشعب الازرق ..

اما كيف انقلبت الموازين فالقصة كما يرويها المشردون ان بطلا خارقا قد صعد بشجاعة لقمة احدى ناطحات السحاب
ثم قفز كالسهم مهاجما قائد الزرق مضحيا بحياته ليقضي عليه وينقذ كوكبه ..

وليومنا هذا ينسب العامة على الكوكب الازرق فضل تحرير كوكبهم لذلك البطل المجهول ..
غير ان السجلات الرسمية للكوكب لم تذكره قط لا هو ولا اتحاد الإنقاذ ذاك ..





.








يروي احد المشردين وكان قد قرر يمضي ليلته ويبيت على سطح احدى المستشفيات
ان الساعة كانت قد تجاوزت الثالثة صباحا حينما استيقظ على صوت خطوات ثقيلة لفتاة بنفسجية تسير بصعوبة ..
تدفع جسدها لليمين ثم لليسار في محاولة شاقة لتجبر جسدها على الحركة ..
تسير بتثاقل .. تضحك بجنون كأنها ساحرة تتقدم لمحرقتها ..

هو للاسف مشهد مسرحي اكثر من اللازم ولا يصلح لقصة قصيرة فالافضل اتجاوز الفقرة التي ستظل تثرثر فيها عن مصيرها البائس والموت والحياة ..
بعدها استوقفتني فقرة تكلمت فيها عن الأبطال وما نفعهم فحتى لو وجد البطل الذي سينقذ العالم ما فائدته لو لم ينقذها هي ..
ثم ضحكت اكثر واكثر .. تساءلت بسخرية ما فائدة العالم بدونها وهل يستحق ان يبقى من بعدها ..
ثم عاودت ضحكاتها المخيفة التي ارعبت المتشرد ..


استمرت بسيرها .. تقدمت خطوات تجاه الحافة ..

بدأت سماء الليل تصطبغ بلون احمر مخيف ..

صعدت الفتاة على الحافة وهي مستمرة بضحكاتها الجنونية ..
تشتد الرياح فيتطاير شعرها فارع الطول ويهتز كعباءة بطل خارق ..

تضحك اكثر واكثر وتزداد السماء احمرارا ..
تفرد زراعيها ..

كتلة من اللهب العملاق تشق السماء وتغطي الافق ..

صوت انفجار عظيم .. تضحك الفتاة اكثر .. تتناثر ملايين الكتل الحارقة وتهوي من السماء حولها ..
اصوات اختراقها الغلاف الجوي يحجب ضحكات الفتاة ..

تهتز مع الرياح .. تهوي من الاعلى وصدى ضحكاتها يخفت حتى يتلاشى ..






وكملاحظة أخيرة .... ذكرت سجلات المشفى ان الفتاة البنفسجية ماتت على سريرها في ليلة كارثة اصطدام الكويكب بالغلاف الجوي ..

 

 

 

 

 

 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تمضي وأمضي مع العابرين

  وإذ أيقنت بقرب يومها فلكم خافته قدر ما نزعت اليه نفسها ... تترقب وقع الاقدام ... دوي الطرقات على الباب .. صوت من يناديها .. همس الجدران بصدى اسمها .. أي يد هزتها ... أي عين أبصرتها .. أي عهد اجتباها إليه ...... اقتربت القطة الصغيرة من النافذة .. ترقبها بيأس من أسفل وقد انهكها الجوع , دارت حول نفسها وفي لحظة تساقطت بقايا الطعام من الأعلى .. ارتاع قلبها من هذا الذي ارتطم بالارض قبل ان تتمالك نفسها فأخذت تتشمم الارضية , أحاطت بقطعة دجاج فانطلقت نحوها قطة اكبر صرخت بوجهها لتتراجع الصغيرة في رعب ....... اغلقت أثير النافذة بعد اذ يئست من اطعام الصغيرة وقد فرضت الكبيرة هيمنتها على كل ما قد ترميه من بقايا , عادت لفراشها ولم يكن من بد إذ ليس في الغرفة غير السرير .. تأملت سقف الغرفة كان يشع بياضا ثم هو بلا نقوش ولم تكن واثقة من مصدر الضوء , جلست .. نظرت للجدران ولم تكن مغايرةً للسقف .. جدران بيضاء لامعة ملساء بلا تفاصيل , دفنت وجهها في الوسادة .. تقلبت في الفراش واستقر بصرها على الباب , مجرد نقش على الجدار بلا مقبض لكنها لم تشك انه الباب لسيما وهو الجدار ذاته الذي تبرز منه عتبة الطعام وهي مجرد

أرض النهاية

 في مكان ما وفي زمن ما وجدت كاتبة غامضة تَدعي روايتها لقصص مبنية على وقائع حدثت بالفعل على كواكب اخرى غير الارض والكاتبة حسب الظاهر من الأحداث على صلة بشخص تصفه بالعالم البنفسجي وبطريقه مجهولة ولسبب غامض كان يطلعها على تفاصيل المأساة الأخيرة للكواكب التي شارك بقصد او من دون قصد منه في تجارب ادت لتدميرها ثم يظهر من الاحداث ان جهة يصعب تحديد معالمها كانت حاضرة لتوجيه تلك التجارب , وان العالم البنفسجي لم ينتبه لخطرها الا متأخرا جدا مع الدمار الذي حل بالكوكب الاصفر , وبنهاية قصة الكوكب الاصفر يتضح ان الكاتبة من بعد تدوينها للقصة الثانية مرت باحداث غيرت حياتها وانتهت بها في رحلة مجهولة للكوكب الازرق مما دفعها في الاخير لسبب ما لإعادة تدوين بعض اجزاء القصة الثانية ثم قرارها بالامتناع عن تدوين القصص الاخرى المتعلقة ببقية الكواكب السبعة لحتى اللحظة الاخيرة من حياتها .... وبموت الكاتبة تنتقل رواية الاحداث لحفيدها الذي كانت تهوى توبيخه بسبب او من دون سبب لاحساسها الغامض بأنه ذات يوم قد ينتهي بنفس معاناتها , على ان حياته كانت ومن لحظتها الاولى تتجه للمسار الاشد المًا , فمن طفل مشرد ل

عندما انتهى العالم ...​

  في ليلة كئيبة التقى رجل غير عادي بعجوز عادية ... قيل  قد همس لها بثلاث كلمات وقيل بل خمسة ... للحظات مر ببيتها على اطراف قريتها النائية قبل ان يتلاشى كأن لم يكن .. قيل ان ما همس به قد غير العالم وقيل بل دمره ... لا افهم ..  قالتها بيأس وهي تستعد لتدوين تقريرها الاخير عن الحالة , كانت مختصة في الاضطرابات النفسية للاطفال ومع خبرتها الطويلة تمر بأولى لحظات عجزها كطبيبة فحين عرضوا عليها مسألة الطفلة ريم ظنتها في البداية مجرد حالة عادية لرهاب الاطفال لكن الطفلة وكما بدا لها وبمخيلة جامحة تصنع لنفسها الخوف .. تبتكره بإبداع عجيب ليتناسب مع كل لحظات يومها , لم يكن خوفها كبقية الاطفال من الظلام او الحشرات او الحيوانات الاليفة كان ببساطة من كل الاشياء حولها جمادات او مخلوقات كلها كانت بنظرها قابلة للتحول الى الشيء الذي تسميه دب كبير ليأكلها حتى ابوها كان المتحول الافتراضي الاشد ارعابا لها فبنظرها كانت قدرته على التحول الى الدب اسرع حتى من دولاب غرفتها الذي كانت تخشاه بجنون الى ان ابعدوه عن حجرتها ..... امسكت الطبيبة بقلم وبكلمات بسيطة ختمت تقريرها :  والخلاصة ان ريم تعتبر كل ماعدا امها دب متخف