التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عندما انتهى العالم ...​

 


في ليلة كئيبة التقى رجل غير عادي بعجوز عادية ...
قيل  قد همس لها بثلاث كلمات وقيل بل خمسة ...
للحظات مر ببيتها على اطراف قريتها النائية قبل ان يتلاشى كأن لم يكن ..
قيل ان ما همس به قد غير العالم وقيل بل دمره ...











لا افهم .. قالتها بيأس وهي تستعد لتدوين تقريرها الاخير عن الحالة , كانت مختصة في الاضطرابات النفسية للاطفال ومع خبرتها الطويلة تمر بأولى لحظات عجزها كطبيبة فحين عرضوا عليها مسألة الطفلة ريم ظنتها في البداية مجرد حالة عادية لرهاب الاطفال لكن الطفلة وكما بدا لها وبمخيلة جامحة تصنع لنفسها الخوف .. تبتكره بإبداع عجيب ليتناسب مع كل لحظات يومها , لم يكن خوفها كبقية الاطفال من الظلام او الحشرات او الحيوانات الاليفة كان ببساطة من كل الاشياء حولها جمادات او مخلوقات كلها كانت بنظرها قابلة للتحول الى الشيء الذي تسميه دب كبير ليأكلها حتى ابوها كان المتحول الافتراضي الاشد ارعابا لها فبنظرها كانت قدرته على التحول الى الدب اسرع حتى من دولاب غرفتها الذي كانت تخشاه بجنون الى ان ابعدوه عن حجرتها .....
امسكت الطبيبة بقلم وبكلمات بسيطة ختمت تقريرها : والخلاصة ان ريم تعتبر كل ماعدا امها دب متخفي قد يتحول في اي لحظة ليأكلها ...

وبعد اشهر سيصلها خبر وفاة الام بتوقف مفاجئ في القلب وستجد نفسها في موقف عجيب تحاول فيه اقناع الاب بالتخلي عن ابنته فترة الصيف في مكان مختلف قد يحسن من حالتها وما كان من الاب ومع ارهاقه من نوبات صراخها التي تضاعفت مع موت زوجته إلا ان تحمس للفكرة ليرسلها الى عمته في قريته الام ....
وكانت العمة ارملة عجوز تعيش بمفردها في بيت على اطراف القرية وبالقرب منه بيت ابنتها الوحيدة التي تزوجت وقبلت الحياة في قريتها البسيطة وهي على قلة سكانها كانت بيوتها متناثرة تمتد على مساحات مترامية وتتوسط القرية مدرسة للأولاد واخرى للبنات وينتهي طريقها بمسجد ومركز صحي بسيط ...
وبلا اسئلة قبلت عمته برعاية ريم وان خمنت ان ابن اخيها ربما يخطط لزواج جديد وفي الصباح زارت الطبيبة القرية وهي تفكر كواجب اخير تجاه مريضتها لو ترى بنفسها مدى التحسن او السوء مع حياتها الجديدة غير ان الوجه المشرق للطفلة وابتسامتها التي لم تفارقها طوال فترة زيارتها قد اراحت قلبها واطمئنت ان تغيير المكان كان كالسحر لحالتها العجيبة




.




مرت الايام الاولى بهدوء ادهش الجدة فريم ورغم التحذيرات من اضطراباتها النفسية ونوبات الصراخ ونصائح الطبيبة كانت على العكس طبيعية اكثر من اي طفل عرفته في كل حياتها لو استثنت فقط قلقها من عدم اشتياق الطفلة ذات الست سنوات لأمها او ابيها او حتى السؤال عنهم ....
وبمرور الزمن بدأت الجدة تلحظ بعض الامور البسيطة التي لم تعرها اهتماما فحين حاولت الجدة اشغالها ببعض التمارين الدراسية وبطريقة بدائية كتبت لها الأحرف الابجدية وطلبت منها تكراراها في كل صفحة وفي اليوم التالي وبينما تقلب الصفحات شهقت وهي تتأملها فلو افترضنا ان الصفحة كانت بالنسبة لاي طفل تتسع لتكرار الحرف أ لثلاثين مرة فريم وبخط صغير ودقيق كررت الحرف في الصفحة لألاف المرات بحيث بدت الصفحة كلوحة تمت زغرفتها بنقوش دقيقة جعلتها كقطعة اثرية مهيبة المنظر , وفسرت الجدة ما حدث ان الطفلة تعبر عن حزنها المكبوت لا اكثر وقد اراحها التفسير , كما ولاحظت الجدة ان ريم تجيد القراءة وتقرأ بنفس سرعتها هي نفسها تقريبا وان ذاكرتها مرعبة فلا تنسى بسهولة اي شيء تقرأه بل فاجأتها ذات مرة وهي تتابع احد الافلام الغربية وحين انقطع التيار ان الطفلة قد قرأت كل حوارات الفيلم واعادت سردها بكل دقة الى ان عاد التيار لكن الامر تطور ان عبارات الافلام التي تتكرر مع كل فيلم اصبحت تتكرر على لسانها هي ايضا فلو كرهت شيئا كانت تقول اللعنة عليه ... اللعنة اكرهه وقد حاولت الجدة عبثا بكل طريقة تعليمها ان كلمات اللعنة بكل مشتقاتها لا تجوز , اما ما جعل الجدة تتجنب الافلام تماما و تنتقي بحرص شديد ما يعرض على الشاشة انه وذات صباح كانت الجدة قد نسيت كره ريم للبيض ووضعت في طبقها بيضة مقلية فصرخت الطفلة كأن هناك من ينتزع اظافرها ثم قالت صارخة اكره البيض ايتها الخلاسية العاهرة .... صُدمت الجدة وقبل ان تتخذ اي رد فعل اتصلت بابنتها وطلبت منها ان تبحث في هذا الشيء قولق عن معنى خلاسية ثم استرجعت ذكرى نسيتها بينما كانتا تشاهدان حلقة عن الطيور وحين عُرض مشهد عن لحظة خروج الطائر من البيضة وبينما البيضة تتشقق صرخت ريم واستمرت تصرخ بلا توقف الى ان اغلقت الجدة الشاشة وقد فسرت ما حدث وقتها ان الطفلة خافت من الحيوانات الا انها وبعد موقف الخلاسية العاهرة اتصلت بالطبيبة وطلبت منها ان ترتب لزيارة توضح لها فيها بعض الامور الغريبة التي تقلقها بشأن ريم ...





.


اخرجت الطبيبة من حقيبتها دمية صغيرة لدب ووضعتها امام عيني ريم التي نظرت لها بلا مبالاة سألتها لو كان الدب يعجبها فردت ان لا , قلبت الصفحات التي كتبتها ريم فشعرت بالرهبة من منظر الورقة وثقلها سألتها ان كانت تحب الكتابة فردت ان لا , اغلقت الصفحات وقد مر بها خاطر غريب اذ شعرت ان المسافات المنتظمة بين الحرف المتكرر تصنع رموزا ذكرتها بخطوط نازكا , سألتها لو كانت تذكرها حين كانت تزورها مع امها فردت ان لا , سألتها اتحب الافلام فردت ان لا , سألتها ماذا تحب فكانت اجابتها حليب الفراولة ثم سألتها ماذا تكره فكانت اجابتها الغريبة : اكره دوم ... دوم دوم .. دوم ....






.



بنهاية الصيف كانت الطبيبة قد اوصت بأن تبقى ريم مع جدتها لفترة اطول لحتى تتأكد من استقرار حالتها ولم يمانع والدها الذي كان قد انهى ترتيبات زواجه الجديد , اما ريم فقد الحقتها الجدة بمدرسة القرية وبدأت بنفسها تتابع تدريسها وتحاول قدر استطاعتها تغيير عاداتها الغريبة في الكتابة او الكلام بلا تفكير وكان الجهد الذي تبذله معها كبيرا لدرجة ان طلبت ابنها ليرسل لها خادمة تهتم بالبيت وأعطت لريم كل اهتمامها والتي بدأت مع الوقت تستجيب لكل ما ترشدها اليه جدتها بلا عناد صحيح ان مواقفها العجيبة في المدرسة كادت اكثر من مرة ان تفضحها كطفلة غير طبيعية خصوصا مع ذاكرتها التي لا حد لها لكنها تعلمت من جدتها ان تتظاهر اغلب الوقت بالنسيان وانها لا تعرف واحتفظت دائما بنصيحتها الغريبة في كل امتحان ان لو كانت تعرف اجابات كل الأسئلة فلتترك سؤالا بلا جواب , وكان يومها اغلب ايام الاسبوع مقسما بين المدرسة واللعب خارج البيت مع بنات عمتها والدراسة قليلا برفقة جدتها قبل النوم , وبين بيت الجدة والعمة كانت اماكن لهو الاطفال وبشكل خاص ارض قديمة محاطة باسوار شبه مهدمة امتلأت باشجار النخيل وبين اطلال ما يبدو كبيت مهدم بُنيت حجرة صغيرة يقيم فيها عجوز يعيش بشبه عزله ويتجنبه اغلب سكان القرية وقد اطلق الاطفال على الارض اسم الغابة والعجوز حكيم الغابة ولم يكن يمانع زيارة الاطفال ولا اللعب بالقرب منه غير انه كان دائما ما يبدو منهمكا بشيء ما , وذات يوم كانت ريم في طريق عودتها من المدرسة محبطة لتعرضها للتوبيخ من معلمة الرسم التي وصفت تلوينها بأنه مقرف ومزقته بعصبية وكانت ريم يومها قد شردت بذهنها اثناء انهماكها بالتلوين فنسيت نصائح جدتها وأخذت بتلوين الرسمة عبر خطوط دقيقة متراصة بجوار بعضها ومع استعمالها لالوان مختلفة ولدقة خطوطها المتراصة بدت الحيوانات الملونة كوحوش من عالم كئيب وحين طالعتها المعلمة شعرت بغثيان فلم تتمالك نفسها واندفعت بمشاعرها توبخ الطفلة ...
وقفت ريم امام الغابة وعبرت السور المهدم بلا تفكير واستمرت تتجول بين اطلال البيت الى ان وصلت لاطلال غرفة احتفظت باغلب حوائطها ووسطها كان العجوز منهمكا بتمرير جسم معدني عبر حفرة ظنتها في البداية بئر ولم تفهم الطفلة ما يفعله ولم تهتم بسؤاله غير انها شعرت بصداع عنيف فكادت تصرخ لولا ان تذكرت تعليمات جدتها بعدم الصراخ امام الغرباء فتمالكت نفسها بصعوبة وابتعدت عن اطلال الغرفة ...
جلست على احد الاعمدة المنهارة منتظرة تلاشي الالم من رأسها وللغرابة صب لها العجوز بعض القهوة وكانت مرتها الاولى واندهشت في البداية من مرارتها لكنه ومع رشفتها الثانية احبت الشعور المر خصوصا مع نسيانها لألام رأسها وقبل ان تذهب سمعت العجوز يثرثر بينه وبين نفسه بشيء ما عن نافورة الدم : سأمنحها كلها .. حياتي بلا تردد لبعث نافورة الدم ...





.



في العطل الاسبوعية كانت ريم تمضي صباح كل جمعة برفقة جدتها في المطبخ وكانت الجدة منذ زواجها تأبى ان تأكل غير ما تصنعه بنفسها ولم تقبل ابدا بأي مساعدة طيلة حياتها لكنها وبشكل غريب وافقت على تلقي المساعدة من ريم ايام الجمعة وكان ان بدأت باكتشاف المزيد من مواهبها فالطفلة كانت تملك القدرة للحكم على جودة الطعام بدقة عجيبة بمجرد النظر اما حالة الطبخ فيكفيها ان تعرف من الرائحة درجة النضج او تشرب الماء او النكهة ورغم موهبتها كانت وبشكل محبط عاجزة عن تعلم الطبخ نفسه بشكل صحيح حتى تقطيع الخضروات كانت تصاب بشرود وينصب تركيزها على التقطيع والتقطيع حتى تتحول الخضروات لذرات من النمل يستحيل ان تصلح بعدها لأي طبخة وذات مرة راقبتها الجدة وهي تقطع قطعة جزر وتستمر بشقها لنصفين المرة بعد الاخرى حتى لم تعد ترى الجدة ما الذي تقطعه تحديدا فبدأت تناديها لكن ريم التي صبت تركيزها على التقطيع لم تنتبه واستمرت لحتى جرحت يدها فاخذت منها الجدة السكين وحاولت ان تفهم منها ما تفعل لكن الطفلة كانت تردد اريد ان اعرف الى متى ستستمر بالانقسام لو استمر بتقطيعها , لم تعرف الجدة كيف تجيب لكنها قررت ان تختص ريم بمساعدتها عبر النظر والرائحة ودون لمس اي من ادوات الطبخ ...
وبنهاية العام كانت الجدة قد حددت بعض الامور التي تميز ريم عن غيرها في اربعة خصائص حواسها الحادة وذاكرتها اللامتناهية ودقتها المدهشة استعمال يدها وفراستها العجيبة التي لا يصلح معها اي تظاهر او أكاذيب وكانت موهبتها الاخيرة بالذات هي سبب بقائها مع جدتها اذ كانت تؤكد لعمتها ان ابوها يكرهها وترجوها ان تبقيها معها وكانت الجدة بمرور العام الاول قد تعلقت بريم وبدا لها ان ابتعاد ريم عنها كانتزاع قلبها فماطلت في العام الثاني وتعللت بالدراسة لتبقي ريم معها عاما اخر , وفي العالم الثالث وباستقرار حالة ريم كما اقرت الطبيبة حضر ابوها ليعيدها غير ان نظرتها المعادية له قد اعادت له ذكريات طفولتها الجحيمية وصراخها الذي لا ينقطع ورعبها منه ووصفه بالدب الذي سيأكلها فشعر بزهد كبير فيها واستسلم لرجاء عمته ان يتركها بل ومع الراحة التي شعر بها خصوصا حين تذكر زوجته الجديدة احتاج لان يتظاهر باضطراره لتركها ريثما يتأكد من شفائها التام ولم يكن يحمل من هم غير اضطراره بعد عام ان يعود ليتظاهر باشتياقه لها ...





.



كانت الجدة تعد الافطار وصوت المعلق في نشرة الاخبار يردد بنبرته الكئيب : .... اما ما يعرف بحزام الزلازل فقد تضاعفت فيه حدة الزلازل عشرة اضعاف خلال السنوات العشر الاخيرة وقد شهد العام الجاري سبقا لم تعرفه البشرية من قبل اذ لم تترك الزلازل بقعة على الارض الا وضربتها وعلى صعيد اخر تشتد معاناة المدن الواقعة على خط الزلازل بل ان بعضها باتت غير قابلة للحياة وفيما وتشهد تلك المدن موجات نزوح ...............




.




في مراهقتها كانت ولسبب لم تفهمه منجذبة الى كل النظريات عن نهاية العالم وتقرأها بنهم كأنها تبحث عن سر وجودها الى ان وصلها ذات يوم خطاب مجهول يتكلم عن مشروع بئر كولا وذكر صاحبه تفاصيل مملة قرأتها بلا اهتمام الى ان هزت اعماقها كلماته حين ذكر ان الاسم السري للمشروع كان نافورة الدم ....






.



في التاسعة عشر من عمرها تمت خطبة ريم باحد اقرباء عمتها ومن لقاء تعارفهما الاول في بيت جدتها شعرت ريم بأنه الرجل الذي تتمنى لو تكمل معه ما تبقى من عمرها غير انها في تلك الفترة من حياتها كانت تعاني من كوابيس تتكرر كل ليلة ارهقت اعصابها اذ كانت تستيقظ والرعب يملئ قلبها وكل ما تتذكره هو الصوت : دوم ... دوم دوم ... دوم ...
ثم بدأت مشاكل خطبتها فخطيبها يرفض ان يعيش معها في بيت الجدة بل ويرفض حتى ان تبقى الجدة في بيتهم الجديد وكانت هي تنفر من امه وترى في عينيها كيف تكرهها وتتمنى افشال الخطبة وفوق كل هذا مرضت الجدة وازداد توتر ريم وارهاقها فحدث ان صرخت في وجه حماتها بعد ان وصفتها بالطفلة المنبوذة من ابيها فقررت الاخيرة ان تفتعل من الواقعة مشكلة بلا حل , في تلك الاثناء زارت الطبيبة ريم كصديقة قديمة اعتادت زيارتها مرة من كل عام فحدثتها ريم عن كوابيسها التي تفزعها ولا تتذكر منها غير : دوم .. دوم دوم ... دوم ... بلا اي ذكرى عن الشيء الذي يفزعها بجنون لحتى اصبحت تخشى النوم ..
عندها صُدمت الطبيبة وعاودتها ذكرى قديمة : اكره دوم ... دوم دوم .. دوم ....




.




في العشرين من عمرها انفصلت عن خطيبها وبعد اشهر اشتد مرض جدتها وماتت ومع تركها للدراسة من بعد الثانوية وابتعاد كل من تعرفهم لم يبقى لها في الحياة غير الزيارات النادرة لطبيبتها واستمرت وحيدة متشبثة بمنزل جدتها تأبى الرحيل عنه رغم اتصالات والدها الباردة ومحاولات عمتها اقناعها بالزواج وبمرور الزمن لم يعد احد ليهتم بغريبة الاطوار التي تحيا بعزلة في بيتها على اطراف قريتها النائية .....


قيل انها كانت قد بلغت عقدها السادس حين شوهدت لاخر مرة وقيل في ذلك اليوم بالذات جاء غريب من لا مكان وهمس لها : انت لست منهم .. انت منا ...
قيل انها كانت تعلم بذلك في اعماقها لكنها كانت تأبى مواجهة نفسها واستمرت متعلقة بحب جدتها إلا ان عزلتها وابتعاد الناس عنها جعلاها تتقبل الحقيقة بكل ما تعنيه ...




.​




كانت تتحرك بهدوء واصرار وقد اختفى بريق عينيها لتبدوا كجثة متحركة .. عبرت السور المهدم لما كانت تسميه في طفولتها الغابة ... كان العجوز او ربما احد ابناؤه وقد قرر اكمال طريق ابيه وجلس منهمكا يحرك الشيء المعدني في الحفرة الشبيهة بالبئر بلا قاع ... وبلا تردد دفعت العجوز ليسقط في الحفرة مع صرخة تلاشت قبل ان تبدأ ...





.





كانت كوابيسها المتكررة عن الشيء الرهيب الذي كانت الارض بيضته وحين نبض قلبه توارثت مجموعة من البشر مهمة ثقب القلب لتنتهي المهمة بأمل اخير للبشرية كان معلقا بعجوز في قرية نائية يتجنبه الناس ...

كان الشيء رعبها وكانت ملاذه ... في كوابيسها تحطمت البيضة وسقطت البشرية في ظلامِ أبدي .....









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تمضي وأمضي مع العابرين

  وإذ أيقنت بقرب يومها فلكم خافته قدر ما نزعت اليه نفسها ... تترقب وقع الاقدام ... دوي الطرقات على الباب .. صوت من يناديها .. همس الجدران بصدى اسمها .. أي يد هزتها ... أي عين أبصرتها .. أي عهد اجتباها إليه ...... اقتربت القطة الصغيرة من النافذة .. ترقبها بيأس من أسفل وقد انهكها الجوع , دارت حول نفسها وفي لحظة تساقطت بقايا الطعام من الأعلى .. ارتاع قلبها من هذا الذي ارتطم بالارض قبل ان تتمالك نفسها فأخذت تتشمم الارضية , أحاطت بقطعة دجاج فانطلقت نحوها قطة اكبر صرخت بوجهها لتتراجع الصغيرة في رعب ....... اغلقت أثير النافذة بعد اذ يئست من اطعام الصغيرة وقد فرضت الكبيرة هيمنتها على كل ما قد ترميه من بقايا , عادت لفراشها ولم يكن من بد إذ ليس في الغرفة غير السرير .. تأملت سقف الغرفة كان يشع بياضا ثم هو بلا نقوش ولم تكن واثقة من مصدر الضوء , جلست .. نظرت للجدران ولم تكن مغايرةً للسقف .. جدران بيضاء لامعة ملساء بلا تفاصيل , دفنت وجهها في الوسادة .. تقلبت في الفراش واستقر بصرها على الباب , مجرد نقش على الجدار بلا مقبض لكنها لم تشك انه الباب لسيما وهو الجدار ذاته الذي تبرز منه عتبة الطعام وهي مجرد

Serial Experiments Lain PS1 || ترجمة اللعبة ||

  الترجمة مكتملة  https://www.true-gaming.net/boards/index.php?threads/serial-experiments-lain-ps1-ترجمة-اللعبة.50966/